قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار جمهورية النمسا نيهامر: "تبادلنا خلال اجتماعاتنا مع السيد المستشار وجهات النظر حول العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي. إن التكامل الأوروبي لن يكتمل إلا بعضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، أكدت له أننا لن نقبل بتاتا أي خيار آخر غير العضوية الكاملة".
عقد الرئيس أردوغان مؤتمرا صحفيا مشتركا مع مستشار جمهورية النمسا كارل نيهامر، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وذلك في أعقاب اجتماع ثنائي بينهما واجتماع آخر على مستوى الوفود.
وأوضح الرئيس أردوغان أن هذه الزيارة التي تعتبر الأولى من نوعها من النمسا إلى تركيا على مستوى مستشار البلاد بعد 22 عاما، تعتبر زيارة تاريخية. مستطردا بالقول: "لقد ساهم الحوار الذي أسسناه مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين والسيد المستشار نيهامر، في بدء حقبة جديدة في العلاقات التركية النمساوية. كما أن لدينا إرادة مشتركة لمواصلة تطوير علاقاتنا. حيث تطرقنا في اجتماعاتنا إلى أهمية مواصلة الزيارات رفيعة المستوى في هذا الإطار".
"لن نقبل أي خيار آخر غير العضوية الكاملة"
أكد الرئيس أردوغان أن العلاقات التركية النمساوية لها تاريخ متعمق الجذور. مستطردا بالقول: "سنحتفل في العام المقبل بالذكرى المئوية لمعاهدة الصداقة بين تركيا والنمسا والذكرى الستين لاتفاقية القوى العاملة. سنتعاون مع النمسا للقيام بالعمل اللازم للاحتفال بهذه الذكرى السنوية ذات المغزى بشكل يليق به".
وأوضح الرئيس أردوغان أنه تبادل أيضا وجهات النظر مع المستشار النمساوي حول العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي. متابعا: "من المعروف أننا صادقون في تحسين علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي ونؤكد إرادة بلادنا في هذا السياق. لكن في نفس الوقت، لا نرى نفس النهج من جانب الاتحاد الأوروبي. إن التكامل الأوروبي لن يكتمل إلا بعضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، أكدت له أننا لن نقبل بتاتا أي خيار آخر غير العضوية الكاملة".
"يجب إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"
قال الرئيس أردوغان إنه تناول التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية مع المستشار النمساوي نيهامر. مضيفا: "يتعرض إخواننا في غزة إلى قصف عنيف منذ يومين. إن صب الزيت على النار، وخاصة استهداف المدنيين والتجمعات المدنية، لا يصب في مصلحة أحد. ستبذل تركيا قصارى جهدها من أجل وقف الاشتباكات وتخفيف التوتر في أسرع وقت ممكن. نحن نواصل جهودنا للتخفيف من المأساة التي يعيشها سكان غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة".
وأكد السيد الرئيس أنه لا يمكن تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط إلا من خلال حل نهائي للقضية الفلسطينية الإسرائيلية. لذلك يجب إقامة دولة فلسطين المستقلة والمتكاملة جغرافيا على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. مع الأسف الشديد، كل يوم نتأخر فيه في هذا الصدد، فإن منطقتنا لن تتمكن من الخلاص من دوامة الصراع والدماء والدموع. ينبغي تجنب أي خطوات من شأنها تصعيد التوتر في المنطقة والمساهمة في إراقة المزيد من الدماء وتعميق المشاكل".
"ندعو كافة الأطراف الفاعلة في المنطقة إلى تحمل مسؤولياتها من أجل إرساء السلام"
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه أجرى أمس سلسلة اتصالات هاتفية. مستطردا بالقول: "لقد تناولت آخر الأوضاع والتطورات في المنطقة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإسرائيلي اسحق هيرتسوغ، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن آل ثاني، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم".
وتابع السيد الرئيس حديثه بالقول: "كما سأجري اليوم اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي السيد بوتين. وسيكون لي اتصال آخر مع غوتيريش أيضا. وسنواصل هذه الاتصالات وسنوسع نطاقها بما في ذلك دول الخليج. ندعو كافة الأطراف الفاعلة في المنطقة إلى تحمل مسؤولياتها من أجل إرساء السلام، في إطار شعار "لا خاسر من سلام عادل".