قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية: " في الوقت الذي تنمو فيه تركيا وتصبح أقوى وأكثر ثراء، سنواصل تنفيذ مبدأنا المتمثل في تقاسم مواد بلادنا مع كافة شرائح الشعب، في كافة المجالات بدءا من الغاز الطبيعي وصولا إلى رواتب الموظفين والمتقاعدين".
ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع، حيث قال:
"في الوقت الذي تنمو فيه تركيا وتصبح أقوى وأكثر ثراء، سنواصل تنفيذ مبدأنا المتمثل في تقاسم مواد بلادنا مع كافة شرائح الشعب، في كافة المجالات بدءا من الغاز الطبيعي وصولا إلى رواتب الموظفين والمتقاعدين".
وتطرق إلى موضوع مكافحة الإرهاب لافتًا إلى أن تركيا كافحت الإرهاب خارج حدودها في إطار استراتيجية القضاء على الإرهاب من مصدره، واستطرد قائلا: " نحن نخوض النضال خارج حدودنا من خلال الامتثال للقانون الدولي ودون انتهاك الحدود الإنسانية والأخلاقية مستلهمين ذلك من تقاليد الدولة التي تعود إلى آلاف السنين".
"سنواصل تنظيم عمليات أكثر فعالية ضد التنظيم الإرهابي والأماكن الخاضعة لسيطرته"
أشار الرئيس أردوغان، إلى أن تركيا ستواصل تنظيم عمليات أكثر فعالية ضد التنظيم الإرهابي والأماكن الخاضعة لسيطرته، وأن حكومته نفذت عمليات عسكرية في الآونة الأخيرة في شمال العراق وشمال سوريا بنفس الحساسية، مضيفا " نفذنا عمليات ناجحة استهدفنا فيها أعضاء التنظيم الإرهابي والمنشآت التي يستخدمها الإرهابيون فحسب إلى جانب مصادر دخل الإرهاب. وكما هو الحال في كل عملية، واجهنا في العملية الأخيرة مشكلتنا الكبرى كانت مع حليفنا الذي يدعم التنظيم الإرهابي بحجة داعش. وكما هو معروف، فإننا نوجه نداء إلى القوى الأخرى التي لها علاقات وثيقة مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة منذ سنوات. ونطلب من هذه الدول إبقاء عناصرها العسكرية والاستخباراتية في المنطقة بعيدة عن الإرهابيين حتى لا يتعرضوا للأذى من عملياتنا".
وتابع " من جهة أخرى، نحن نعمل تدريجيا على توسيع وتعزيز الممر الأمني الذي بدأنا بإنشائه على حدودنا في شمال العراق. وعند انهاء هذه الدراسات التي نقوم بها بالتعاون مع الحكومة المركزية العراقية والإدارة الإقليمية لشمال العراق، ونغلق الدائرة، سننتقل إلى مرحلة جديدة في الحرب ضد الإرهاب. إن انهيار المنظمة الإرهابية عبر العمليات التركية هنا سيساهم أيضًا في سلامة أراضي العراق وسلام الإدارة الإقليمية لشمال العراق. ونرى أن إتمام هذه العملية بنجاح خطوة مفيدة لمستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية التي طورناها مع العراق".
""
تطرق الرئيس أردوغان، إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأحداث الأخيرة في هذا السياق قائلا: "من الواضح أن المشكلة في المنطقة لن تحل من خلال المضايقات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وتجاهل سلامة أرواحه وممتلكاته ومصادرة منازله وأراضيه وتخريب البنية التحتية له وعرقلة تنميته. إن مقاربة من هذا النوع لن تؤدي إلّا إلى تصعيد الصراعات الناجمة عن الاضطرابات المتفاقمة، واستمرار إراقة المزيد من الدماء من الطرفين، وفي نهاية المطاف ستنتهي دائما مساعي البحث عن السلام بخيبة أمل. كما هو واضح للعيان في الأحداث الأخيرة، أن المقاربة التي تتبعها إسرائيل والتي تتجاهل بشكل تام الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، تهدد أمن شعبها أيضا. نحن ضد جميع الممارسات التي تقوم بها قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنون غير الشرعيين على الشعب الفلسطيني من ضغوطات وظلم وإعدامات بدون مقاضاة وتهديد للأرواح والأموال، وعلى نحو مماثل نحن ضد الأعمال العشوائية تجاه المدنيين الإسرائيليين. إن تدمير قطاع غزة بالهجمات البرية والجوية غير المتكافئة وقصف المساجد وقتل الأطفال والنساء والمسنين والمدنيين الأبرياء أمر غير مقبول على الإطلاق. وإذا حدثت مشاهد مماثلة جراء العمليات الجارية تجاه المدن الإسرائيلية، فنحن نعتبرها أيضا أمرا غير مقبول على الإطلاق. نطالب الإدارة الإسرائيلية بوقف قصفها للأراضي الفلسطينية لاسيما قطاع غزة، كما نطالب الفلسطينيين بوقف تحرشاتهم ضد التجمعات السكنية المدنية في إسرائيل. هذه الخطوة المعتدلة ستمهد الطريق أمام السلام. اليوم ليس يوم الانفعال والاندفاع بل التحرك بمنطق الدولة وهدوء الأعصاب والامتثال للضمير الانساني. نحن في تركيا نريد أن نؤكد للجميع أننا جاهزون لأي نوع من الوساطة بما في ذلك تبادل الأسرى، في حال طلبت الأطراف منا ذلك. كما أننا نقوم بالاستعدادات اللازمة لتأمين المساعدات الإنسانية لأهالي غزة. لقد أجريت اليوم اتصالات هاتفية إيجابية لدرجة كبيرة مع كل من الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس والرئيس الإسرائيلي السيد إسحاق هيرتسوغ. كما أجريت اتصالات هاتفية أيضا مع كل من أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء لبنان السيد ميقاتي وناقشت معهما السبل الكفيلة بوقف إراقة الدماء. وبمشيئة الله تعالى سنواصل اتصالاتنا الدبلوماسية ونعززها، وسنبذل قصارى جهدنا من أجل إنهاء الاشتباكات وإرساء الهدوء في أسرع وقت ممكن".