ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع.
قال الرئيس أردوغان "تتواصل جهودنا بلا هوادة لضمان تحقيق تركيا لأهدافها المنشودة. حيث نواصل عملنا بشكل مكثف منذ اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية الأخير وحتى الأن. ومضينا قدما في مسيرتنا لتقديم الخدمات للشعب عبر افتتاح المشاريع التنموية والزيارات المحلية في الداخل، والمشاركة في القمم وإجراء الزيارات الدولية في الخارج. في هذا السياق، استضفنا في 7 يوليو / تموز الرئيس الأوكراني السيد زيلينسكي، في بلدنا وناقشنا معه القضايا المدرجة على جدول أعمالنا. كما شاركنا معه مقترحاتنا لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 500 يوم، وأكدنا استعدادنا للقيام بما يقع على عاتقنا في هذا السياق".
وتابع "في نفس اليوم شاركنا فرحة تخرج 249 ضابطًا أكملوا تدريبهم بنجاح في الأكاديمية العسكرية البرية والجوية والبحرية التابعة لجامعة الدفاع الوطني. ولاحظنا أن جامعتنا التي أعدنا هيكلتها بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/ تموز، تقوم بواجبها الأساسي على أكمل وجه".
"سنعمل بلا كلل لنكون جديرين بثقة جميع ولايتنا البالغ عددها 81 ولاية"
لفت الرئيس أردوغان الانتباه إلى الزيارات المحلية التي كان يقوم بها لمختلف المدن في جميع أنحاء البلاد منذ الانتخابات الرئاسية، بما في ذلك ولايتي بايبورت و غوموشهانه التي حصد منهما على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الماضية، وتوجه بجزيل الشكر إلى هاتين المحافظتين وأهاليها الذين قدموا له الدعم في الانتخابات، مضيفا: "لم نكتف بكلمات الامتنان وحدها بل قمنا أيضًا بحفل افتتاح مشاريع تنموية تقدر قيمتها بما يقرب من 1.1 مليار دولار. أود مجددا أن أعرب عن خالص تقديري لإخوتنا وأخواتنا في ولايتي بايبورت و غوموشهانه، التين قدمتا لنا الدعم دائما. بالإضافة إلى هاتين الولايتين سنعمل بلا كلل لنكون جديرين بثقة جميع ولاياتنا البالغ عددها 81 ولاية، سواء صوتوا لنا أم لا".
"تركيا حققت مكاسب دبلوماسية مهمة في قمة الناتو "
لفت الرئيس أردوغان، إلى أن قمة الناتو التي عقدت في وقت حرج كانت بمثابة لقاء دولي طرحت فيه تركيا وجه نظرها لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وحققت مكاسب دبلوماسية مهمة في هذا السياق، مضيفا " لأول مرة في تاريخ الناتو، أعلن الأمين العام أنه سيتم تعيين منسق خاص لمكافحة الإرهاب. وتم التوصل إلى اتفاقيات حول العديد من القضايا التي من شأنها أن تسهم في ضمان أمن بلدنا وأمن الحلف كذلك. فبينما أعربنا عن دعمنا المبدئي لتوسيع حلف الناتو، حددنا في نفس الوقت بوضوح وبشكل لا لبس فيه تطلعات تركيا. ولم تقتصر رسائلنا التحذيرية على موضوع الإرهاب وحسب، وإنما طالت موضوع مكافحة الإسلاموفوبيا أيضًا التي تنتشر مثل الطاعون في الغرب. وعبر بيان مشترك تم تحديد الخطوات المشتركة التي يتعين اتخاذها فيما يتعلق بعملية عضوية السويد في الحلف، وسنقوم بما يقع على عاتقنا مع افتتاح المجلس. فمجلس الأمة التركي الكبير هو الذي يتخذ القرار النهائي بشأن بروتوكولات الانضمام. وليس لدينا أدنى شك أن نوابنا سيتخذون قراراتهم بما يتماشى مع مصالح بلادنا وضمائرهم. من جهة أخرى عقدنا اجتماعات ثنائية مع 13 زعيمًا في قمة فيلنيوس، بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة السيد بايدن، والرئيس الفرنسي، السيد ماكرون، ورئيس الوزراء اليوناني السيد ميتسوتاكيس. وخلال هذه الاجتماعات أدركنا مجددا أنه ليست لدينا مشكلة لا يمكن حلها مع أي دولة وخاصة جيراننا. نعتقد أنه سيتم القضاء على المغالطات وسيتم حل النزاعات إذا تم فتح مساحة للحوار والدبلوماسية، لقد استطعنا تحقيق ذلك عدة مرات في السنوات الـ 21 الأخيرة".
وتابع " نحن متفائلون بشكل خاص من الاجتماعات التي نجريها مع أصدقائنا الأوروبيين. ونرغب بإحراز تقدم في مسائل رئيسية من قبيل إحياء عملية حصول تركيا على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، وتحديث الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرة لمواطنينا. آمل برؤية النتائج الإيجابية لهذه التحركات التي ستكون لصالح تركيا والاتحاد الأوروبي على حد سواء خلال فترة قريبة".
"الجولة الخليجية كانت ناجحة ومثمرة للغاية"
شدّد الرئيس أردوغان، على أن الجولة الخليجية التي قام بها مع وفد كبير من عالم الأعمال شكلت "خطوة مهمة جدًا" في مجال السياسة الخارجية، واستطرد قائلا: " الزيارات التي قمنا بها إلى السعودية وقطر والإمارات كانت ناجحة ومثمرة للغاية. حيث أن الاتفاقيات الخمس التي جرى توقيعها مع السعودية، ارتقت بالتعاون القائم بين البلدين إلى مستوى متقدم أكثر. ووقعنا أكبر عقد تصدير لمنتجات الدفاع والفضاء في تاريخنا بمجال الصناعة الدفاعية. من جهة أخرى قررنا تتويج علاقاتنا التي تسير في مستوى ممتاز مع قطر بشراكات جديدة. تعد الإمارات العربية المتحدة، التي يبلغ حجم التبادل التجاري بيننا وبينها 10 مليارات دولار، من أهم الشركاء التجاريين والاقتصاديين لبلدنا في المنطقة. لقد احتفلنا بالذكرى الخمسين لتأسيس علاقاتنا الدبلوماسية عبر إنشاء آلية المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى. كما شهدت زيارتنا توقيع 13 اتفاقية في مجالات مختلفة، تبلغ قيمتها الإجمالية 50.7 مليار دولار".
وتطرق الرئيس أردوغان، إلى إهدائه سيارات "توغ" تركية الصنع لقادة الدول التي زارها، معربا عن سعادته لحصول السيارة التركية "توغ" على "الدرجة التامة" من هؤلاء القادة، وأضاف بالقول "نأمل برؤية السيارة "توغ" التي تزين حاليًا طرق تركيا فقط على طرق البلدان الأخرى قريبًا. إن "توغ" ستحمل "ماركة تركيا" في الطرق والشوارع حول العالم مثلما تقوم الطائرات المسيرة التركية بحماية أجواء عشرات الدول".