عقد الرئيس أردوغان مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وذلك في أعقاب اجتماع ثنائي بينهما واجتماع آخر على مستوى الوفود.
وفي بداية حديثه أعرب الرئيس أردوغان عن ترحيبه الكبير باستضافة رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني والوفد المرافق له في أنقرة. قائلا: "أود أن أوجه شكري مرة أخرى إلى الشعب العراقي والحكومة العراقية على تضامنهم في مكافحتنا ضد كارثة الزلزال. أنا أعتبر هذه الزيارة دليلا على صداقة الشعب العراقي لنا".
"طريق التنمية مشروع استراتيجي مهم للمنطقة بأسرها"
أكد الرئيس أردوغان أن الدولة من خلال تكاتفها مع الشعب وبدعم الأصدقاء والأشقاء، ستتمكن من تضميد جراح الزلزال ومحو آثار هذه الكارثة في وقت قصير. مستطردا بالقول: "لقد تناولت مع السيد رئيس الوزراء العلاقات الثنائية بين تركيا والعراق بجميع جوانبها وعلى كافة الأصعدة. وأكدنا عزمنا على مكافحة شاملة للإرهاب بكافة أشكاله".
وتابع السيد الرئيس حديثه بالقول: "أكدنا عزمنا على العمل معا لإنجاز مشروع طريق التنمية الرامي لبناء ممر نقل بري وسكة حديد يمتد من البصرة إلى الحدود التركية. واتخذنا خطوة جادة تظهر إرادتنا للعمل معا لتحقيق هذا الهدف، من خلال إعلان أنقرة الذي اتفقنا حوله. إن طريق التنمية لا يعتبر مشروعا استراتيجيا مهما لتركيا والعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها".
وأوضح الرئيس أردوغان أن ملايين الأشخاص في مناطق واسعة من أوروبا إلى الخليج سيستفيدون من القيمة المضافة التي ستظهر مع إنشاء هذا الطريق: "إن هذا المشروع سيعزز التعاون الإقليمي ويطور تجارتنا ويقوي علاقاتنا الإنسانية. ونحن ندرك أن الدول الشقيقة الأخرى أيضا تهتم بهذا المشروع. أنا على ثقة أننا مع مشاركتهم، سنتمكن من تحويل مشروع طريق التنمية إلى طريق الحرير الجديد لمنطقتنا".
وأضاف الرئيس أردوغان: "نحن نشاطر أشقاءنا العراقيين نفس الحساسية فيما يتعلق بزيادة حجم التجارة بين البلدين. لقد تبادلنا وجهات النظر حول حل المشاكل التي يواجهها رجال الأعمال والمواطنون. كما كان الاجتماع فرصة لنا لتقييم القضايا الإقليمية الراهنة".
"تركيا هي أكبر مدافع عن وحدة العراق السياسية وووحدة أراضيه"
أوضح الرئيس أردوغان أن تركيا تثبت في كل مناسبة أنها صديقة حقيقية للشعب العراقي. وستظل تركيا أكبر مدافع عن وحدة العراق السياسية وووحدة أراضيه. ربما تختلف أحيانا وجهات النظر والآراء بين الجيران. لكن تركيا والعراق بلدان يبديان دائما عزمهما على حل جميع المشاكل في إطار قانون الجوار. واليوم أيضا نحافظ على نفس الإرادة وروح الشراكة. نحن بلدان يعرفان جيدا آلام الإرهاب ووجهه الدموي وقد دفعنا ثمنه كثيرا في السابق. نحن نعتبر أن من واجبنا مكافحة الإرهاب بكل أشكاله. لقد تناولت مع السيد رئيس الوزراء خلال الاجتماع مكافحتنا ضد المنظمات الإرهابية مثل بي كي كي وداعش ومنظمة غولن. من الواضح بشكل جلي أن هذه المنظمات تشكل تهديدا لكلا البلدين".