وأثناء انشغالكم بما يحدث في جنوب آسيا، لا تستهينوا بحقيقة أن الرد على حرب الهند وباكستان قد يأتي من المتوسط أو من قلب الشرق الأوسط!
تخيلوا تسلسلاً متتابعاً بهذا الشكل: تشنّ الهند هجوماً على باكستان، فترد باكستان وبنغلادش بضرب الهند. تتحوّل جميع النزاعات التي شهدها القرن العشرون إلى حرب شاملة.
ولا تظلّ الصين مكتوفة الأيدي، فتقصف الهند من الشمال، مستغلةً فرصة لإضعافها، بعدما عمدت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تسليح نيودلهي وتعزيز قدراتها في مواجهة بكين. وقد ينجح هذا السيناريو، بل وربما يكون ما تنتظره الصين منذ البداية.
أما حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، فهي غاضبة من باكستان وتواجه معها الكثير من المشاكل. ويعود سبب هذا الغضب إلى التحالف الذي أبرمته باكستان مع الولايات المتحدة خلال غزو أفغانستان عام 2001، والذي أسفر عن ارتكاب مجازر جماعية بحق طالبان. وبالفعل، تدور اشتباكات حدودية بين الطرفين حالياً. وعلاقات طالبان مع الهند في الوقت الراهن جيدة جداً. تستغل طالبان هذه الفرصة، وتندلع مواجهات بين باكستان وأفغانستان. ولكن إن أقدمت طالبان على ذلك، فهي تدرك أنها ستفقد دعم العالم الإسلامي كله، وهذا ما سيحدث فعلاً.
خطة لتقسيم البلدين عبر بلوشستان
في هذه الأثناء، تستغل إيران الفرصة والظروف وتدخل إلى أفغانستان. وتبدأ التوترات مع باكستان. فقد سبق وأن تبادل الطرفان ضربات صاروخية عبر بلوشستان. تُحاصر باكستان وتُترَك بين نارين.
وفي هذه اللحظة تحديداً، تُحرّك الولايات المتحدة وإسرائيل التنظيمات المتمركزة في بلوشستان ضد كل من باكستان وإيران. ويقترب البلدان من حافة الانقسام.
تحصل الولايات المتحدة وإسرائيل على قاعدة بحرية جديدة وكبيرة في المحيط الهندي، وتصلان إلى مصادر الغاز الطبيعي الغنية في بلوشستان.
اندلاع صراعات بين أذربيجان وإيران
عندما تتخذ الأمور منحىً إقليمياً، تندلع صراعات بين أذربيجان وإيران. وخلال هذه المرحلة، تقوم أذربيجان وإسرائيل بقصف إيران. وتُحرَّك القومية التركية داخل إيران، ويبدأ مسار تقسيمها.
وهكذا أمامكم سيناريو إسرائيلي: من الهند إلى إيران، ومن بحر قزوين إلى الخليج العربي، تنزلق المنطقة كلها نحو الحرب، ويُمهَّد الطريق أمام إسرائيل للحصول على كل ما تريده في الشرق الأوسط.
تركيا وحدها من يُفشل هذه اللعبة!
إن هذه اللعبة التي أعدتها إسرائيل وتنفذها الولايات المتحدة، لا يُفشلها إلا تركيا. ولديها القدرة والعقل لإفشالها. إذا كانت قد أفشلت المخططات في سوريا، وليبيا، وإذا كانت قد عطّلت السيناريوهات المرتبطة بمنظمة بي كي كي الإرهابية، وإذا كانت قد كسرت المعادلة الإسرائيلية-اليونانية في البحر المتوسط، فإنها قادرة على إفشال هذا أيضاً.
صحيح أن كل هذا قد يبدو مبالغاً فيه في الوقت الحالي، لكن في "عصر الاستثنائيات" لم يعد ممكناً التنبؤ بما قد يحدث "فجأة في صباح يوم ما" حتى من الليلة السابقة.
حرب التجارة بين الصين وأمريكا، وسيناريو إسرائيل، والحرب الإقليمية
بينما كان العالم يركّز على ما قد تُسفر عنه حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين من نتائج جيوسياسية، جاءت المفاجأة من اندلاع صراع بين الهند وباكستان. كل شيء تطور بسرعة غريبة، وتم الدفع بقوتين نوويتين إلى حافة الحرب.
الشراكة الهندية-الإسرائيلية، وزيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى الهند، خلقت في غضون أيام قليلة أجواء "جاهزة للحرب".
مقتل 29 هندوسياً في هجوم إرهابي دفع الهند فوراً إلى استخدام خطاب تهديدي بأسلوب إسرائيلي. اتهمت نيودلهي باكستان مباشرة وبدأت تتحدث بلهجة الحرب.
عادة، مثل هذه الهجمات لا تُشعل حرباً. لكن هذه المرة، كان هناك "سيناريو" محسوس بوضوح. ففي اليوم التالي للهجوم، كان نائب الرئيس الأمريكي، جيمس ديفيد فانس، متواجداً في الهند.
البلدان على شفير الحرب في "اللحظة الأخيرة"
لم تجد دعوة باكستان لتحقيق دولي أي استجابة. غير أن مصادر أمنية حمّلت الاستخبارات الهندية-الإسرائيلية مسؤولية الهجوم.
تم رفع حالة التأهب في الجيوش، وصدرت دعوات بعودة المواطنين، وأُغلقت المجالات الجوية، وأُلغيت اتفاقية وقف إطلاق النار، وقطعت الهند المياه عن باكستان، وبدأ الطرفان استعراضات عسكرية، ووقعت اشتباكات محدودة على الحدود، وتم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ. البلدين يعيشان الآن حالة "اللحظة الأخيرة قبل اندلاع الحرب".
بينما تخوض إسرائيل صراعاً مع تركيا في سوريا، وتُعزز تركيا من علاقاتها العسكرية مع كل من باكستان وإندونيسيا، وتُعلن عن استثمارات دفاعية مشتركة مع باكستان، فإن اندفاع الهند وباكستان بهذه السرعة نحو حافة الحرب لا يمكن اختزاله فقط في خلاف بين بلدين. هناك سيناريو تم تفعيله، وهذه أصبحت حقيقة.
يريدون قول شيء لتركيا أيضاً!
الولايات المتحدة متحالفة مع الهند. الصين متحالفة مع باكستان. من الواضح أن هناك مخططاً يجري تنفيذها في المنطقة الممتدة من الشرق الأوسط حتى جنوب آسيا، بما يشمل آسيا الوسطى أيضاً.
يبدو وكأن هناك ما يُحاك ضد جميع الدول القريبة من تركيا. وكأن السيناريو يُرسم بناءً على صراع القوى بين الصين والولايات المتحدة.
إسرائيل في قلب هذا المشروع. الولايات المتحدة وإسرائيل توجّهان من خلال "سلاح الهند" رسائل مزدوجة إلى كل من الصين وتركيا. حالياً، ترسل الولايات المتحدة وإسرائيل مساعدات عسكرية إلى الهند، بينما ترسل تركيا مساعدات مماثلة إلى باكستان.
قوة باكستان وبنغلادش وحدها قادرة على تمزيق الهند
ستقف تركيا، بكل دعمها العسكري ودون نقاش، إلى جانب باكستان. وستدخل بنغلادش أيضاً في هذه الحرب. فبعد الإطاحة بالديكتاتورة المؤيدة للهند، الشيخة حسينة، تُسرّع بنغلادش وباكستان من تعزيز التضامن بينهما كقوتين شقيقتين. وقد بدأت القوات البنغلادشية فعلياً في الحشد على الحدود مع الهند.
فقط دخول باكستان وبنغلادش معاً في الحرب قد يؤدي إلى تفكك الهند مرة أخرى. خصوصاً أن الضغط الصيني من الشمال بدأ يُشعَر به بالفعل، ما قد يدفع الهند إلى زاوية حرجة وبطريقة مؤلمة للغاية.
حتى وإن كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى دفع الهند لمضايقة الصين، فإن الرياح ستأتي بما لا تشتهيانه. يبدو واضحاً أن الحسابات أُنجزت على عجل. فالضغط الصيني وحربٌ كهذه سيؤديان إلى تقليص تأثير الهند الإقليمي بشكل دراماتيكي، وسيلحقان بها دماراً واسعاً.
الهند لن تربح أي حرب… ولن تكون سوى طُعْم
ليست لدى الهند أي فرصة لتحقيق مكاسب أو إصلاح أوضاعها من خلال الحرب. فهي ليست بلداً حقق مكاسب تاريخية بالحروب. على الرغم من المبالغة في وصف قدراتها، إلا أن إمكانياتها الحربية الإقليمية ضعيفة للغاية. ولن تكون أكثر من طُعم لإسرائيل والولايات المتحدة.
الدعم الأمريكي والإسرائيلي لن ينقذ الهند. لن يكون كافياً لإبقائها على قدميها. وستفشل محاولات تقديمها كقوة أمام الصين. مهما نما الاقتصاد الهندي أو زاد عدد سكانها، فإنها تظل لاعباً هاوياً للغاية في مجال النفوذ العالمي.
فهي تفتقر تقريباً لأي تراث إمبراطوري، وهذان العاملان (الإمكانيات العالمية والإرث الإمبراطوري) هما من أهم شروط خوض صراعات النفوذ الإقليمي والدولي.
فاتورة هذه الحرب ستُدفع من قِبل إسرائيل
ستفشل محاولات كسر الامتداد الجغرافي الكبير من إندونيسيا حتى الأناضول، ومن المتوسط إلى الأطلسي، عبر جنوب آسيا.
أعتقد أن إسرائيل تحاول اليوم اختبار هذا الخيار. لكنها، في رأيي، تقدم على انتحار سياسي. وستكون هي أول من يدفع ثمن هذه المغامرة. الفاتورة ستُرسل إلى إسرائيل.
وقد نشهد صعود باكستان وبنغلادش كقوة موحدة جديدة على المسرح الدولي. لأنه إن وقفت كل من الصين وتركيا إلى جانب باكستان، فلن تُجدي تحالفات الهند مع أمريكا وإسرائيل نفعاً، وسيتفتت كيان الهند.
لا يوجد في هذه المنطقة أي بلد سيدعم الهند
يبقى فقط موقف كل من إيران وأفغانستان هو الذي يُثير التساؤلات. عدا ذلك، لن تجد الهند أي دعم من إندونيسيا إلى الأناضول. ستكون معزولة بالكامل، وقد تنهار اقتصادياً حتى قبل أن تبدأ الحرب.
هناك من يُشغل باكستان بالحرب مع الهند ليخطط لشيء آخر في الشرق الأوسط. إسرائيل تحاول إنهاك إيران باستخدام القوة الأمريكية، وتستنزف باكستان عبر الهند، وتحاصر تركيا من بوابة اليونان وقبرص. وربما تُقحم غداً إندونيسيا في صراع مع أستراليا.
لكن خلال العقد الأخير، تغيرت قواعد اللعبة في كل صراع أو حرب تدخلت فيها تركيا. حدثت تطورات غيرت التاريخ العسكري العالمي، ووقّعت اتفاقات كبرى. وأعتقد أن ذروة هذه التحولات ستكون في الحرب بين باكستان والهند.
ماذا لو وقع انفجار كبير فوق تل أبيب؟
إذا اندلعت الحرب، ستخسر الهند كشمير. وسيخسر محور الولايات المتحدة وإسرائيل الكثير من النفوذ في جنوب آسيا. وفي نهاية هذه الحرب، قد لا يتبقى حليف واحد لأمريكا أو إسرائيل في المنطقة الممتدة من إندونيسيا حتى المتوسط. وقد تنفصل هذه المنطقة تماماً عن أمريكا.
لكن الأهم من ذلك: إذا استخدمت إسرائيل والولايات المتحدة قوة الهند لضرب باكستان، وحاولتا توسيع رقعة الحرب إلى كل دول "الحزام الأوسط"، فإن الرد سيأتي من الشرق الأوسط.
وبينما تنشغل أنظار العالم بجنوب آسيا، قد يقع انفجار كبير فوق تل أبيب، دون أن يكون في الحسبان.
بابر، السلاجقة، العثمانيون... كلهم سيشاركون في هذه الحرب!
سيُتخذ في هذه المرحلة خطوات كبرى من أجل التحول التاريخي، وربما يشمل ذلك حتى حرباً تركية-إسرائيلية. إمبراطورية بابر، والسلاجقة، والعثمانيون، جميعهم سيشاركون في هذه المعركة!
وإذا ما استيقظ التاريخ، فسيُشعِر بوجوده. وعندها فقط، سيتضح من الذي انتحر فعلاً!
وأثناء انشغالكم بما يحدث في جنوب آسيا، لا تستهينوا بحقيقة أن الرد على حرب الهند وباكستان قد يأتي من المتوسط أو من قلب الشرق الأوسط!
Ekleme
Tarihi: 03 May 2025 - Saturday
وأثناء انشغالكم بما يحدث في جنوب آسيا، لا تستهينوا بحقيقة أن الرد على حرب الهند وباكستان قد يأتي من المتوسط أو من قلب الشرق الأوسط!
تخيلوا تسلسلاً متتابعاً بهذا الشكل: تشنّ الهند هجوماً على باكستان، فترد باكستان وبنغلادش بضرب الهند. تتحوّل جميع النزاعات التي شهدها القرن العشرون إلى حرب شاملة.
ولا تظلّ الصين مكتوفة الأيدي، فتقصف الهند من الشمال، مستغلةً فرصة لإضعافها، بعدما عمدت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تسليح نيودلهي وتعزيز قدراتها في مواجهة بكين. وقد ينجح هذا السيناريو، بل وربما يكون ما تنتظره الصين منذ البداية.
أما حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، فهي غاضبة من باكستان وتواجه معها الكثير من المشاكل. ويعود سبب هذا الغضب إلى التحالف الذي أبرمته باكستان مع الولايات المتحدة خلال غزو أفغانستان عام 2001، والذي أسفر عن ارتكاب مجازر جماعية بحق طالبان. وبالفعل، تدور اشتباكات حدودية بين الطرفين حالياً. وعلاقات طالبان مع الهند في الوقت الراهن جيدة جداً. تستغل طالبان هذه الفرصة، وتندلع مواجهات بين باكستان وأفغانستان. ولكن إن أقدمت طالبان على ذلك، فهي تدرك أنها ستفقد دعم العالم الإسلامي كله، وهذا ما سيحدث فعلاً.
خطة لتقسيم البلدين عبر بلوشستان
في هذه الأثناء، تستغل إيران الفرصة والظروف وتدخل إلى أفغانستان. وتبدأ التوترات مع باكستان. فقد سبق وأن تبادل الطرفان ضربات صاروخية عبر بلوشستان. تُحاصر باكستان وتُترَك بين نارين.
وفي هذه اللحظة تحديداً، تُحرّك الولايات المتحدة وإسرائيل التنظيمات المتمركزة في بلوشستان ضد كل من باكستان وإيران. ويقترب البلدان من حافة الانقسام.
تحصل الولايات المتحدة وإسرائيل على قاعدة بحرية جديدة وكبيرة في المحيط الهندي، وتصلان إلى مصادر الغاز الطبيعي الغنية في بلوشستان.
اندلاع صراعات بين أذربيجان وإيران
عندما تتخذ الأمور منحىً إقليمياً، تندلع صراعات بين أذربيجان وإيران. وخلال هذه المرحلة، تقوم أذربيجان وإسرائيل بقصف إيران. وتُحرَّك القومية التركية داخل إيران، ويبدأ مسار تقسيمها.
وهكذا أمامكم سيناريو إسرائيلي: من الهند إلى إيران، ومن بحر قزوين إلى الخليج العربي، تنزلق المنطقة كلها نحو الحرب، ويُمهَّد الطريق أمام إسرائيل للحصول على كل ما تريده في الشرق الأوسط.
تركيا وحدها من يُفشل هذه اللعبة!
إن هذه اللعبة التي أعدتها إسرائيل وتنفذها الولايات المتحدة، لا يُفشلها إلا تركيا. ولديها القدرة والعقل لإفشالها. إذا كانت قد أفشلت المخططات في سوريا، وليبيا، وإذا كانت قد عطّلت السيناريوهات المرتبطة بمنظمة بي كي كي الإرهابية، وإذا كانت قد كسرت المعادلة الإسرائيلية-اليونانية في البحر المتوسط، فإنها قادرة على إفشال هذا أيضاً.
صحيح أن كل هذا قد يبدو مبالغاً فيه في الوقت الحالي، لكن في "عصر الاستثنائيات" لم يعد ممكناً التنبؤ بما قد يحدث "فجأة في صباح يوم ما" حتى من الليلة السابقة.
حرب التجارة بين الصين وأمريكا، وسيناريو إسرائيل، والحرب الإقليمية
بينما كان العالم يركّز على ما قد تُسفر عنه حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين من نتائج جيوسياسية، جاءت المفاجأة من اندلاع صراع بين الهند وباكستان. كل شيء تطور بسرعة غريبة، وتم الدفع بقوتين نوويتين إلى حافة الحرب.
الشراكة الهندية-الإسرائيلية، وزيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى الهند، خلقت في غضون أيام قليلة أجواء "جاهزة للحرب".
مقتل 29 هندوسياً في هجوم إرهابي دفع الهند فوراً إلى استخدام خطاب تهديدي بأسلوب إسرائيلي. اتهمت نيودلهي باكستان مباشرة وبدأت تتحدث بلهجة الحرب.
عادة، مثل هذه الهجمات لا تُشعل حرباً. لكن هذه المرة، كان هناك "سيناريو" محسوس بوضوح. ففي اليوم التالي للهجوم، كان نائب الرئيس الأمريكي، جيمس ديفيد فانس، متواجداً في الهند.
البلدان على شفير الحرب في "اللحظة الأخيرة"
لم تجد دعوة باكستان لتحقيق دولي أي استجابة. غير أن مصادر أمنية حمّلت الاستخبارات الهندية-الإسرائيلية مسؤولية الهجوم.
تم رفع حالة التأهب في الجيوش، وصدرت دعوات بعودة المواطنين، وأُغلقت المجالات الجوية، وأُلغيت اتفاقية وقف إطلاق النار، وقطعت الهند المياه عن باكستان، وبدأ الطرفان استعراضات عسكرية، ووقعت اشتباكات محدودة على الحدود، وتم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ. البلدين يعيشان الآن حالة "اللحظة الأخيرة قبل اندلاع الحرب".
بينما تخوض إسرائيل صراعاً مع تركيا في سوريا، وتُعزز تركيا من علاقاتها العسكرية مع كل من باكستان وإندونيسيا، وتُعلن عن استثمارات دفاعية مشتركة مع باكستان، فإن اندفاع الهند وباكستان بهذه السرعة نحو حافة الحرب لا يمكن اختزاله فقط في خلاف بين بلدين. هناك سيناريو تم تفعيله، وهذه أصبحت حقيقة.
يريدون قول شيء لتركيا أيضاً!
الولايات المتحدة متحالفة مع الهند. الصين متحالفة مع باكستان. من الواضح أن هناك مخططاً يجري تنفيذها في المنطقة الممتدة من الشرق الأوسط حتى جنوب آسيا، بما يشمل آسيا الوسطى أيضاً.
يبدو وكأن هناك ما يُحاك ضد جميع الدول القريبة من تركيا. وكأن السيناريو يُرسم بناءً على صراع القوى بين الصين والولايات المتحدة.
إسرائيل في قلب هذا المشروع. الولايات المتحدة وإسرائيل توجّهان من خلال "سلاح الهند" رسائل مزدوجة إلى كل من الصين وتركيا. حالياً، ترسل الولايات المتحدة وإسرائيل مساعدات عسكرية إلى الهند، بينما ترسل تركيا مساعدات مماثلة إلى باكستان.
قوة باكستان وبنغلادش وحدها قادرة على تمزيق الهند
ستقف تركيا، بكل دعمها العسكري ودون نقاش، إلى جانب باكستان. وستدخل بنغلادش أيضاً في هذه الحرب. فبعد الإطاحة بالديكتاتورة المؤيدة للهند، الشيخة حسينة، تُسرّع بنغلادش وباكستان من تعزيز التضامن بينهما كقوتين شقيقتين. وقد بدأت القوات البنغلادشية فعلياً في الحشد على الحدود مع الهند.
فقط دخول باكستان وبنغلادش معاً في الحرب قد يؤدي إلى تفكك الهند مرة أخرى. خصوصاً أن الضغط الصيني من الشمال بدأ يُشعَر به بالفعل، ما قد يدفع الهند إلى زاوية حرجة وبطريقة مؤلمة للغاية.
حتى وإن كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى دفع الهند لمضايقة الصين، فإن الرياح ستأتي بما لا تشتهيانه. يبدو واضحاً أن الحسابات أُنجزت على عجل. فالضغط الصيني وحربٌ كهذه سيؤديان إلى تقليص تأثير الهند الإقليمي بشكل دراماتيكي، وسيلحقان بها دماراً واسعاً.
الهند لن تربح أي حرب… ولن تكون سوى طُعْم
ليست لدى الهند أي فرصة لتحقيق مكاسب أو إصلاح أوضاعها من خلال الحرب. فهي ليست بلداً حقق مكاسب تاريخية بالحروب. على الرغم من المبالغة في وصف قدراتها، إلا أن إمكانياتها الحربية الإقليمية ضعيفة للغاية. ولن تكون أكثر من طُعم لإسرائيل والولايات المتحدة.
الدعم الأمريكي والإسرائيلي لن ينقذ الهند. لن يكون كافياً لإبقائها على قدميها. وستفشل محاولات تقديمها كقوة أمام الصين. مهما نما الاقتصاد الهندي أو زاد عدد سكانها، فإنها تظل لاعباً هاوياً للغاية في مجال النفوذ العالمي.
فهي تفتقر تقريباً لأي تراث إمبراطوري، وهذان العاملان (الإمكانيات العالمية والإرث الإمبراطوري) هما من أهم شروط خوض صراعات النفوذ الإقليمي والدولي.
فاتورة هذه الحرب ستُدفع من قِبل إسرائيل
ستفشل محاولات كسر الامتداد الجغرافي الكبير من إندونيسيا حتى الأناضول، ومن المتوسط إلى الأطلسي، عبر جنوب آسيا.
أعتقد أن إسرائيل تحاول اليوم اختبار هذا الخيار. لكنها، في رأيي، تقدم على انتحار سياسي. وستكون هي أول من يدفع ثمن هذه المغامرة. الفاتورة ستُرسل إلى إسرائيل.
وقد نشهد صعود باكستان وبنغلادش كقوة موحدة جديدة على المسرح الدولي. لأنه إن وقفت كل من الصين وتركيا إلى جانب باكستان، فلن تُجدي تحالفات الهند مع أمريكا وإسرائيل نفعاً، وسيتفتت كيان الهند.
لا يوجد في هذه المنطقة أي بلد سيدعم الهند
يبقى فقط موقف كل من إيران وأفغانستان هو الذي يُثير التساؤلات. عدا ذلك، لن تجد الهند أي دعم من إندونيسيا إلى الأناضول. ستكون معزولة بالكامل، وقد تنهار اقتصادياً حتى قبل أن تبدأ الحرب.
هناك من يُشغل باكستان بالحرب مع الهند ليخطط لشيء آخر في الشرق الأوسط. إسرائيل تحاول إنهاك إيران باستخدام القوة الأمريكية، وتستنزف باكستان عبر الهند، وتحاصر تركيا من بوابة اليونان وقبرص. وربما تُقحم غداً إندونيسيا في صراع مع أستراليا.
لكن خلال العقد الأخير، تغيرت قواعد اللعبة في كل صراع أو حرب تدخلت فيها تركيا. حدثت تطورات غيرت التاريخ العسكري العالمي، ووقّعت اتفاقات كبرى. وأعتقد أن ذروة هذه التحولات ستكون في الحرب بين باكستان والهند.
ماذا لو وقع انفجار كبير فوق تل أبيب؟
إذا اندلعت الحرب، ستخسر الهند كشمير. وسيخسر محور الولايات المتحدة وإسرائيل الكثير من النفوذ في جنوب آسيا. وفي نهاية هذه الحرب، قد لا يتبقى حليف واحد لأمريكا أو إسرائيل في المنطقة الممتدة من إندونيسيا حتى المتوسط. وقد تنفصل هذه المنطقة تماماً عن أمريكا.
لكن الأهم من ذلك: إذا استخدمت إسرائيل والولايات المتحدة قوة الهند لضرب باكستان، وحاولتا توسيع رقعة الحرب إلى كل دول "الحزام الأوسط"، فإن الرد سيأتي من الشرق الأوسط.
وبينما تنشغل أنظار العالم بجنوب آسيا، قد يقع انفجار كبير فوق تل أبيب، دون أن يكون في الحسبان.
بابر، السلاجقة، العثمانيون... كلهم سيشاركون في هذه الحرب!
سيُتخذ في هذه المرحلة خطوات كبرى من أجل التحول التاريخي، وربما يشمل ذلك حتى حرباً تركية-إسرائيلية. إمبراطورية بابر، والسلاجقة، والعثمانيون، جميعهم سيشاركون في هذه المعركة!
وإذا ما استيقظ التاريخ، فسيُشعِر بوجوده. وعندها فقط، سيتضح من الذي انتحر فعلاً!
وأثناء انشغالكم بما يحدث في جنوب آسيا، لا تستهينوا بحقيقة أن الرد على حرب الهند وباكستان قد يأتي من المتوسط أو من قلب الشرق الأوسط!
Yazıya ifade bırak !
Bu yazıya hiç ifade kullanılmamış ilk ifadeyi siz kullanın.
Okuyucu Yorumları
(0)
Yorumunuz başarıyla alındı, inceleme ardından en kısa sürede yayına alınacaktır.