"لم يستفد أحد من بحر الدماء باستثناء بارونات الحرب الغربية"
أشار الرئيس أردوغان إلى أنه يزور مدينة ريزا ليس لحضور حفل افتتاح مجموع من المشاريع التنموية فحسب، ولكن أيضًا لتبادل أطراف الحديث والتشاور مع أهالي ريزا، مضيفا: "أنتم تتابعون الأحداث التي تجري في محيط تركيا المباشر. نحن كشعب نستيقظ كل يوم تقريبا على أزمة جديدة تندلع في منطقتنا. روسيا وأوكرانيا هما جارتان لنا من البحر الأسود، ولسوء الحظ فإن الحرب بين هذين الجارين مستمرة منذ 2.5 سنة".
وذكّر بأن الآلاف قتلوا ودُمرت مدن وتيتم أطفال في الحرب الروسية الأوكرانية، وأردف بالقول: " لم يستفد أحد من بحر الدماء باستثناء بارونات الحرب الغربية. وما زالوا يصبون الزيت على النار، ويبذلون قصارى جهدهم لإشعال النار. أما نحن فنعمل على إحلال السلام والاستقرار. لقد فعلنا هذا دائمًا وناضلنا من أجل ذلك منذ الوهلة الأولى. لقد منعنا انتشار هذا الحريق إلى البحر الأسود من خلال التصرف العادل واتباع سياسة متوازنة بين جارتينا".
"تحركنا لنصرة إخواننا في غزة وفلسطين دون الاكتراث لما يقوله أحد"
شدد الرئيس أردوغان، على أن أولئك الذين انتقدوا تركيا بل واستفزوها عندما بدأت الصراعات ساندوها في الآونة الأخيرة، وقال: "الأمر نفسه ينطبق على إخواننا وأخواتنا الذين عانوا من الإبادة الجماعية في غزة. منذ 7 أكتوبر. إن تركيا أصبحت ضمير الإنسانية بوقوفها ضد الظلم. لقد تحركنا من أجل نصرة إخواننا في غزة وفلسطين دون تردد، ودون الالتفات إلى ما يقوله أحد. ونحن الدولة الأكثر إرسالاً للمساعدات إلى القطاع، وكذلك أحضرنا المجازر التي ترتكبها إسرائيل إلى كافة المحافل الدولية التي شاركنا فيها".
تطرق الرئيس أردوغان، إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي، وقال: " قبل أيام شاهدنا جميعا تلك المشاهد المشينة في مجلس النواب الأمريكي. بصراحة لقد شعرنا بالخجل نيابة عن الإنسانية مما رأيناه هناك".
كما أوضح أن بسط السجادة الحمراء لشخص مثل نتنياهو والتصفيق لأكاذيبه، يشكل هفوة عقلية كبيرة بالنسبة لأمريكا، وقال في سياق متصل: "عندما نرى الذين يصفقون لقاتل 40 ألف شخص بريء فإننا لا نقلق على الإنسانية فحسب بل على مستقبلنا أيضا".
وتابع: "من يضمن أن من دمروا غزة اليوم لن يحولوا أعينهم القذرة إلى الأناضول مستقبلا؟".
من جهة أخرى لفت الرئيس أردوغان، إلى أن بعض الأحزاب السياسية في تركيا تقول إنه يتعين على الحكومة دعوة الرئيس الفلسطيني إلى تركيا وجعله يتحدث في البرلمان، وأضاف بالقول: "من قال إننا لم ندعوه؟ السيد عباس لم يأت على الرغم من أننا قمنا بدعوته، يجب أولا أن يعتذر لنا بشكل منفصل. لقد دعوناه، لكنه لم يأت، نحن ننتظر، دعونا نرى ما إذا كان سيأتي أم لا، وسواء أتى أم لم يأت فإننا نقول ما يجب قوله باسم الشعب الفلسطيني وإخواننا الفلسطينيين في كل الاجتماعات واللقاءات".