في الآونة الأخيرة، احتلت قضية فلسطين صدارة اهتمام العالم، وكما حدث في السبعينيات، فإن المعارضة والرفض لإسرائيل آخذة في الازدياد بسرعة في جميع البلدان من الشرق إلى الغرب، والأمر المثير للاهتمام هو أن هذه المعارضة تتحول إلى معارضة للولايات المتحدة، فعندما يظهر ظلم أو قمع أو احتمال وقوع إبادة جماعية في قضية ما، لا يبقى الأمر مقتصراً على أولئك المعرضين للتهديد فحسب، بل يركز جميع الشعوب أيضاً، على ردود أفعال الدول الكبرى وموقفها مما يحدث، وقد أثار موقف الولايات المتحدة من الوضع الاستثنائي في إسرائيل، والذي أدى إلى صب الزيت على النار وإلزام دول الاتحاد الأوروبي بسياسة الولايات المتحدة، استياءً كبيرًا في العالم.
احتشدت مئات الآلاف من الناس في الشوارع في دول الاتحاد الأوروبي وإنجلترا وأمريكا اللاتينية والشرق الأقصى وأفريقيا ودول الشرق الأوسط وتركيا وفي جميع أنحاء العالم، احتجاجًا على خطر الإبادة الجماعية التي تواجهها غزة. ونددوا بإسرائيل والولايات المتحدة، وسلطوا الضوء على التهديدات والصدمات التي يتعرض لها الضحايا من المدنيين. ولا تزال ردود الأفعال آخذة في الازدياد.
طفل فلسطيني يبلغ من العمر 7 أو 8 سنوات، أصيب خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، قال أقوى جملة سياسية في عصرنا الحديث: "حتى لو قتلونا جميعًا، فإن إسرائيل ستخسر" هذه الجملة تلخص جميع مراحل القضية الفلسطينية، كما أنها تعكس صورة واقع ملايين الأطفال الذين يواجهون الموت.
بدأ المسؤولون الأمريكيون بطرح موضوع حل الدولتين ووقف مجزرة غزة، فإما أن ينتهي الأمر بحل الدولتين، أو تكون إسرائيل قد تسببت لنفسها بانعدام الأمن والاستقرار لعدة قرون.
كان نجم الدين أربكان هو القائد الأكثر مهارة في استخدام عملية الحزام الأخضر لصالح الأمة وضد من صممها، لقد حافظ على مفهوم النبوة المرتبط بعقيدة التوحيد والنبوة، فلم يسمح بأي انحراف أو تطرف في فهمهما، وقاد حشدًا كبيرًا من الناس وفقًا لأصول أهل السنة والجماعة، وقام بالتمييز بين الأصدقاء والأعداء بعناية، ووضع بذور تحول تركيا إلى دولة عظمى من خلال نهضتها وتطورها وتصنيعها، مع موقف مبدئي مناهض للغرب في البيئة السياسية والدينية التركية.
بناء على ما وصلنا إليه اليوم بدأت أرى أن أفضل طريقة لتحقيق وحدة الأمة هي بالالتفاف حول دولة قوية وذات نفوذ، وليس بتوحيد الأجزاء المتفرقة.
على مر العصور تستعيد الأمم قدراتها التي كانت تتمتع بها في تاريخها السابق، وفي هذا السياق، نشأت توقعات مثيرة للاهتمام حول تركيا في الدول الإسلامية والدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية.
إن قدرة تركيا على تحقيق تنميتها وتطورها وإعادة بناء صناعاتها الدفاعية بشكل مستقل عن الغرب، بالإضافة إلى القيادة المتوازنة والحكيمة للرئيس أردوغان، جعلت من تركيا أملاً للدول والشعوب، كان لتركيا مهمة تاريخية، لكنها لم تكن تملك القوة الاقتصادية لتلبية هذا الطلب، أما اليوم فهذه المهمة والقوة على وشك الالتقاء.
ليس الأتراك فحسب من يأملون برؤية تركيا قوية بقدر الدولة العثمانية، بل إنه أمل جميع المظلومين والمضطهدين في العالم، فالأتراك لديهم خبرة إمبراطورية في إدارة جميع الأديان والثقافات والأمم بالعدل والمرحمة.
لقد احتل الغرب أراضينا قرناً من الزمان، واستمروا في تشويه سمعة العثمانيين والأتراك والعرب طيلة مئة عام، لكن كل هذه الجهود لم تتمكن من القضاء على رغبة هذا الشعب بالتقدم والتطور.